أربيل, السبت 29 مارس، 2025
ما عاد يخفى على المؤمنين أنّ الصوم ليس امتناعًا عن الطعام والشراب فحسب، بل عن كلّ ما يعوق توجّه الإنسان إلى الله بقلبٍ منسحق، ممزِّقًا قلبه لا ثيابه (يؤ 2: 13). إنّه زمنٌ حقيقيّ للتغيير والتجدّد الروحيّ، وكلّ مسيحيّ مدعوٌّ في خلاله إلى مراجعة قلبه.
في خلال رتبة تبريك الرماد في بداية الصوم، يقول الكاهن وهو يمسح جبين الصائم بالرماد: «اذكر يا إنسان أنّك من التّراب وإلى التّراب تعود». حين نتأمّل هذه الكلمات، نجدها علامةً للتوبة ودعوةً للرجوع إلى الذات والتفكير الجدّيّ في معنى الحياة الحقيقيّة، وفق ما شرح الأب نويران ناصر الدومنيكيّ في حديثه لـ«آسي مينا».

وبيَّنَ ناصر أنّ الصوم يساعدنا على الدخول في عمق الحياة لنحاول أن ندرك هشاشة حضورنا الدنيويّ، وأنّنا بحلول لحظة موتنا، سنترك هذه الأرض وراءنا، ومعها كلّ ممتلكاتنا المادّية. ولن يرافقنا من حياتنا الأرضيّة، إلى الأبديّة، سوى الإحسان والمحبّة والرحمة التي منحناها وقبلناها وشاركناها مع الآخرين من كلّ قلوبنا.